-A +A
هيلة المشوح
قبل حوالى عامين حدث صدام بيني وبين رجل هيئة «وللمرة الأولى» دفاعاً عن بائعة في إحدى الأسواق وفق ما أملاه علي ضميري من معطيات تشي بظلم فادح وقع عليها أمام ناظري، وتطور الأمر لشكوى من قبلي انتهت بسحبها-أي الشكوى- نزولاً عند نصائح المقربين بأن الأمر سينقلب علي وعلى الفتاة فآثرت السلامة «ويا دار ما دخلك شر»!

القصة أعلاه لم أسقطها من ذاكرتي لمرارتها وضياع حقي وحق الكثيرات إلا عندما شاهدت اللقاء الذي أعده المذيع المتألق ياسر العمرو مع معالي رئيس الهيئات السابق الدكتور عبداللطيف آل الشيخ على شاشة mbc والمرارة التي تجرعها من «بعض» أعضاء الهيئة العابثين والمتعاونين معهم.


تحدث الشيخ بجرأة وشجاعة وثبات وكشف الكثير من الأمور التي كنا نكتب عنها فنهاجم عليها وكأننا انتقدنا أحد ثوابت الدين وليس مجموعة من الناس تخطئ وتصيب، فتحدث الشيخ عبداللطيف عن دعاة الفتنة والفجار في الخصومة الذين لا يتورعون عن النميمة والكذب ممن انغمسوا في الفكر البنائي والسروري كما وصفهم، والشيخ عبداللطيف آل الشيخ هو من ترأسهم وعرف دهاليز عملهم فذكر ممارسات المتعاونين وتجاوزاتهم بصولات وجولات أواخر الليل بسيارات الهيئة التي «تُسلم» لهم دون علمه فتستخدم باقتحام بيوت الناس وتعد على حرماتها وكسر الأبواب بصدامات السيارات التي لم يتورعوا من استبدالها بالدعامات الفولاذية القادرة على اقتحام حائط ناهيك عن باب، وتحدث أيضا عن تجاوزاتهم عند ضبط الناس بلا سبب ومصادرة أغراضهم الشخصية وعندما يتم التحقيق يكتشف أنهم أشباح!

وصف الشيخ الوضع حين استلم رئاسة الهيئة بـ«الفوضى الخلاقة» فلا رادع ولا التزام في العمل بل تسيب واستخدام سيئ للسلطة المنوطة بهم وظلم واعتداءات وهدر مالي وإسراف؛ أما الطامة التي اعتبرها من أخطر تصريحات الشيخ آل الشيخ حين قال بذهاب بعضهم إلى بؤر الفتن والصراع في سورية وغيرها والالتحاق بمنظمات إرهابية ثم العودة بعقول مفخخة لممارسة العمل بكل أريحية وسلاسة للتسلط على خلق الله «بستايل آخر»، وقد يتجاوز غيابهم الثلاثين شهراً مع عدم القطع باستلامهم رواتب هذه الفترة!

فبركت الحكاوي وصيغت الحواديت على أعقاب تقليص مهمات الهيئة بمحاولات يائسة لتشويه مجتمعنا بالانفلات والانحلال إلخ ولكن تأبى الحقيقة إلا أن تتجلى بواقع مشرف ومجتمع بقي كما هو بفضائله ومحافظته وتدينه بل وأثبت أنه أهل لكل ذلك دون وصاية.

واقع مؤلم تحدث عنه الشيخ د. عبداللطيف آل الشيخ لم يكن في الحقيقة يخفى علينا ونحن نرصد الأحداث في وقتها الواحد تلو الآخر مقرونة بتبريرات هزيلة بأنه جهاز يخطئ ويصيب أو خطأ فردي إلخ، وكان آخر تلك التجاوزات حادثة «فتاة النخيل» التي آلمتنا بمنظر أقرب للوحشية بين يدي من ادعى أنه «أحرص منا عليها» ويا للهول حرصه الذي لن ننساه!

أخيراً.. قرأت تغريدة للشيخ أحمد الغامدي الذي ترأس هيئة مكة سابقاً يقول فيها:

د. عبداللطيف لم يتكلم بكامل الحقيقة ولو تكلم بكامل الحقيقة كما أعلمها لفزعتم

فقلت.. اللهم سلم!

وللحديث بقية...